الحمل هو مرحلة حساسة من حياة الأنثى تتعرض خلالها لعدد من التغيرات الجسدية والعاطفية، حيث يطرأ على جسد المرأة الحامل العديد من التغيرات تتضمن: تغيرات في الهرمونات التناسلية، ضعف في مقاومة الجهاز المناعي، توّرم الأطراف، بالإضافة إلى مشاكل الجهاز الهضمي كالغثيان والقيء وزيادة حموضة المعدة. وكما هو معروف فإن الكثير من الأدوية الشائعة والعلاجات العشبية الطبيعية لا يمكن استخدامها من قبل المرأة الحامل.
الزنجبيل هو أحد النباتات التي تحتوي على الكثير من الفوائد لصحة الإنسان، كما يُعتبر واحدًا من أهم النباتات العلاجية المستخدمة في فترة الحمل. حيث أوضحت العديد من الدراسات أنه من الممكن أن يُساعد للمرأة الحامل على التحكم ببعض أعراض الحمل كالغثيان الصباحي والإقياء بطريقة آمنة للأم والجنين، وقد تمَّ تصنيفه كدواء رسمي في العديد من الدول مثل المملكة المتحدة واليابان والصين وسويسرا وغيرها.
الفوائد التي يمكن أن يُقدمها الزنجبيل للحامل:
التقليل من الغثيان الصباحي والإقياء:
حوالي 80% من النساء الحوامل يعانون من أعراض الغثيان والإقياء خلال الفترة الأولى من الحمل، وقد تبيّن أن الزنجبيل يحتوي في جذوره على مركبات نباتية قادرة على تهدئة ومعالجة هذه الأعراض.
تقول الدراسات أنَّ المواد الفعالة الرئيسية المسئولة عن هذا الأثر هي الجينجرول والشوجول التي تؤثر على المستقبلات في الجهاز الهضمي وتسرّع عملية إفراغ المعدة، وهذا ما يؤدي إلى السيطرة على شعور الغثيان.
يحتوي الزنجبيل الطازج على نسبة كبيرة من الجنجرول بينما يحتوي الزنجبيل المجفف على نسبة أعلى من الشوجول، وبناءً على ذلك فإن إعداد الشاي من الزنجبيل الطازج أو المجفف يُعطي التأثير المضاد للغثيان المطلوب.
مسكن ألم لتقلصات الرحم في بداية الحمل:
أثبتت الدراسات أن للزنجبيل تأثير مسكن للألم الناتج عن تقلصات الرحم التي تحدث في الثلث الأول من الحمل لدى بعض النساء.
تقوية الجهاز المناعي:
خلال فترة الحمل يُصبح الجهاز المناعي للمرأة ضعيفًا، مما يجعلها أكثر عُرضة للإصابة بالأنفلونزا والزكام والتسمم بالأغذية الملوثة بالبكتيريا. واعتمادًا على الخصائص المضادة للبكتيريا التي يتمتع بها الزنجبيل فمن الممكن استخدامه لمقاومة الأمراض والعدوى وتعزيز الجهاز المناعي.
معالجة الإمساك:
تعاني حوالي 50% من النساء من حالات إمساك خلال فترة الحمل نتيجة لحدوث التغيرات التشريحية والهرمونية، ويُعتقد بأنّ الزنجبيل يملك القدرة على تنشيط الجهاز الهضمي وبالتالي يمكن أن يُساعد في علاج الإمساك والوقاية منه.
امتصاص العناصر الغذائية:
يعمل الزنجبيل على تحفيز أنزيمات المعدة والبنكرياس، وهذا يمكن أن يُساعد في تحسين عملية هضم الأغذية وامتصاص العناصر المغذية.
حرقة المعدة وانتفاخ البطن:
ضمن الكميات المعتدلة يمكن أن يساعد الزنجبيل في تخفيف حرقة المعدة التي تشعر بها الحامل ولكن بالجرعات الكبيرة يُمكن أن يكون مسبب للحرقة. كما أنَّ تناوله قبل النوم يُساهم في تخفيف أعراض عسر الهضم مثل الانتفاخ والغازات.
كما يُعتقد أن الزنجبيل يُمكن أن يملك فوائد أخرى تتمثل في:
- المحافظة على مستويات الكوليسترول في الدم وتنظيمه أثناء فترة الحمل.
- يساعد في تنشيط الدورة الدموية للأم وبالتالي تحسين تدفق الدم إلى الجنين وتزويده بالكمية الكافية.
الجرعة الموصى بها من الزنجبيل:
يُحضر شاي الزنجبيل بنقع الجذور الطازجة أو الجافة بالماء الساخن، ويُعتبر تناول كميات معتدلة منه أمنًا لدى المرأة الحامل.
لا توجد جرعات محددة لعلاج الغثيان أثناء الحمل، ولكنَّ أغلب الأبحاث أشارت إلى إمكانية تناول حوالي 1 غرام من الزنجبيل يوميًا، وهذه الكمية تُساوي شرب أربعة أكواب من شاي الزنجبيل أو ما يُقارب 1 لتر.
التحذيرات والآثار الجانبية:
- أظهرت الأبحاث أنّ استخدام الزنجبيل خلال الحمل لا يزيد من خطر الولادة المبكرة أو المضاعفات الأخرى، ولكن يجب الامتناع عن تناوله عند اقتراب موعد المخاض لأنه قد يرفع من خطورة حدوث النزيف.
- يجب على الحامل أن تتجنب الزنجبيل ومنتجاته في حال تعرضها سابقًا إلى حالات إجهاض أو نزف مهبلي أو إذا كانت تُعاني من مشاكل في تخثر الدم.
- بشكل عام، تناول كميات كبيرة من الزنجبيل خلال الحمل قد يُسبب آثار جانبية مزعجة مثل حرقة المعدة والغازات والتجشؤ، لذا يجب التخفيف من استخدامه عند ظهور هذه الأعراض.
- أظهرت بعض الدراسات أنَّ الزنجبيل يُمكن أن يُساعد في الحفاظ على مستويات سكر الدم لدى الأشخاص الأصحاء، ولكن في حال وجود اضطرابات في السكر مثل السكر الحملي أو السكر من النمط الثاني فيجب استشارة الطبيب قبل تناوله.
- في حال تعاطي أدوية لمعالجة ضغط الدم أو تخثر الدم فيجب استشارة الطبيب قبل إدخال الزنجبيل أو منتجاته في نظامك الغذائي.