تعد متلازمة القولون العصبي من الأمراض الشائعة في العالم، يعاني المصابون بالقولون العصبي من الألم في منطقة البطن واضطرابات في الأمعاء الغليظة تشمل التغوط ،الإسهال ،التغوط غير المنتظم، البراز المخاطي، الإمساك، آلام البطن والنفخة، يعاني الكثير من البشر حول العالم من هذه المتلازمة المزمنة حيث يجب إدارتها والتعامل معها لفترة طويلة، وتوجد العديد من الأعشاب المفيدة لمتلازمة القولون العصبي وما تحمله من أعراض.
تشمل أعراض القولون العصبي الأكثر خطورة التي تتطلب تدخل طبي :
- فقدان الوزن
- فقدان الشهية
- الإسهال في الليل
- نزيف في المستقيم
- فقر الدم بسبب نقص الحديد
- صعوبة البلع
- تقيؤ
- ألم شديد لا تخف حدته عند إخراج الريح أو حركة الأمعاء
الأسباب :
لايزال السبب المباشر وراء متلازمة القولون العصبي غير محدد بشكل دقيق، لكن هناك العديد من العوامل التي ترفع خطر الإصابة بالمرض ومنها :
- تقلصات عضلات الأمعاء : تتكون الأمعاء من عدة طبقات من العضلات التي تنقبض أثناء تمريرها للطعام، فتسبب التقلصات الزائدة والتي تستمر لفترة طويلة في حدوث الإسهال والغازات، كما تؤدي التقلصات الضعيفة إلى إبطاء مرور الطعام وبالتالي جفاف البراز بشكل أكبر وحدوث الإمساك.
- الجهاز العصبي : يمكن أن يؤدي ضعف الإشارات العصبية ما بين الدماغ والأمعاء إلى سوء في التنسيق بينهما وتكون ردة فعل الجسم الناتجة قوية وتسبب الألم والإسهال أو الإمساك.
- التهاب الأمعاء : تشير بعض الدراسات إلى وجود خلايا مناعية إضافية في الأمعاء عند الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي، حيث ترتبط استجابة الجهاز المناعي بحصول حالة الإسهال والإمساك.
- عدوى جرثومية أو فيروسية : يمكن أن تتطور بعض الحالات من إصابة بالتهاب الأمعاء أو المعدة وحدوث إسهال شديد إلى قولون عصبي مزمن وذلك نتيجة عدوى، كما تترافق حالة القولون العصبي أيضًا بفرط نمو البكتيريا في الأمعاء.
- البكتيريا المفيدة في الأمعاء (البروبيوتك) : لاحظ العلماء اختلافات في بنية البكتيريا المفيدة في الأمعاء لدى الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي
محفزات تطور القولون العصبي :
- الطعام : من النادر أن تسبب الحساسية من الطعام القولون العصبي، على الرغم من ذلك يعاني بعض الناس من أعراض أكثر شدة من القولون العصبي أثناء تناول بعض الأطعمة مثل (منتجات الحمضيات، القمح، الألبان، الفاصوليا، الملفوف و المشروبات الغازية ).
- التوتر والضغط العصبي : على الرغم أن التوتر لا يتسبب في بدء نوبات القولون العصبي إلا أنه قد يزيد من شدة تلك الأعراض أثناء النوبة.
- الهرمونات : تعد احتمالية الإصابة بالقولون العصبي لدى الإناث أعلى من الذكور ويعتقد العلماء أن السبب يكمن في التغيرات الهرمونية التي تحصل في جسم المرأة خلال الشهر.
عوامل الخطر
يصيب القولون العصبي بعض الأشخاص أكثر من غيرهم مثل:
- الشباب ومن هم دون ال50 أكثر إصابة من غيرهم بالقولون العصبي.
- الإناث أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي من الرجال ويعد العلاج بالأستروجين قبل أو بعد انقطاع الطمث أحد عوامل الخطورة
- العوامل النفسية : يرتبط القولون العصبي بالاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق والأمراض العقلية والتقلبات العاطفية والصدمات النفسية الناتجة عن الاعتداءات الجنسية.
- الوراثة: قد تلعب الوراثة دورًا في زيادة فرص الإصابة بالقولون العصبي, فإذا امتلك الشخص تاريخ عائلي يشير إلى وجود المرض فمن الممكن أن يصاب فيه.
وكما ذكرنا سابقًا، لحسن الحظ توجد بعض الأعشاب التي تتواجد في كل منزل يمكن أن تخفف من أعراض القولون العصبي، و نستعرض في هذا المقال ثلاث أنواع من هذه الأعشاب:
أعشاب تفيد في علاج القولون العصبي :
الشمرة :
تستخدم الشمرة لتخفيف التشنجات المعوية، حيث يعتقد العلماء أن لهذه النبتة تأثيًرا على حالة الإمساك وطرد الريح ويحفز إنتاج عصارات المعدة كما تساعد في تخفيض المغص وعسر الهضم وحرقة المعدة، فقد أظهرت دراسة أجريت في العام 2016 على خليط بين زيوت الشمرة والكركم أن هذا الخليط قد ساهم في تحسين حالة المرضى بعد 30 يومًا، فقد انخفض ألم البطن لديهم بشكل كبير.
كما أشارت دراسة أخرى جمعت بين خليط من الشمرة وخشب الشوح والنعناع أن لهذا الخليط آثارًا إيجابية كبيرة في التخفيف من مشاكل البطن.
الكراوية :
تعد الكراوية أحد أنواع التوابل الهندية، وفي أمريكا يتم رش الكراوية على أحد أنواع الخبز يدعى “الجاودار”، تستخدم الكراوية بشكل واسع في معالجة المشاكل الهضمية، التي تشمل ( انخفاض الشهية، عسر الهضم، الزحار، الإسهال، الانتفاخ، آلام البطن، والإمساك )
تشير بعض الدراسات أن الكراوية تفيد في علاج الأمراض التي تحصل نتيجة الإجهاد, كما تعمل على شكل منشط ذهني, وأشارت إحدى الدراسات أيضًا أن خليط من زيت النعنع وزيت الكراوية، قد ساهم في تخفيض من حدة التشنجات الهضمية بشكل جيد، ولكن تبقى الآلية التي تعمل بها غير مفهومة بشكل جيد.
اليانسون :
تم استخدام اليانسون في الطب بشكل كبير من قبل القدماء حيث استخدم لتهدئة المعدة والمساعدة على الهضم وتنظيمه.
أظهرت مراجعة لعدة دراسات أجريت على الحيوانات أن زيت اليانسون يعد مرخيًا عضليًا جيدًا إضافة لقدرته على التخفيف من أعراض القولون العصبي التي تتمثل بالإمساك أو الانتفاخ، كما أشارت إحدى الدراسات التي تضمنت 20 شخصًا قام العلماء بجعلهم يشربون خليط من اليانسون وبعض الأعشاب الأخرى حيث تبين وجود تأثير ملين على المشاركين.
كما لليانسون تأثيرات مضادة للالتهاب ومسكنة، حيث بينت إحدى الدراسات التي أقيمت في العام 2016 أن الأشخاص الذين تناولوا كبسولات زيت اليانسون قد انخفضت لديهم أعراض القولون العصبي بعد أربعة أسابيع لكن من غير المعروف إلى الآن الآلية التي يعمل بها اليانسون بشكل واضح، لذلك يحتاج العلماء إلى القيام بدراسات معمقة أكبر.