تسمى مجموعة الريتينوئيدات المنحلة في الدسم “فيتامين A”، وتتضمن: الريتينول، الريتينال، واسترات الريتينيل. يلعب فيتامين A دورًا في الوظيفة المناعية، وأيضًا في الرؤية بصفته المكون الأساسي للرودوبسين (البروتين المسؤول عن امتصاص الضوء في المستقبلات الشبكية). كما يدعم فيتامين A نمو الخلايا وتمايزها فيدخل في تشكيل القلب، الرئتين، الكليتين، وأعضاء أخرى.
أشكال فيتامين A في الحمية:
- Preformed Vitamin A: الريتينول وشكله المؤستر؛ استر الريتينيل. موجود في الأطعمة من مصادر حيوانية مثل المنتجات اللبنية، الأسماك، واللحوم (خاصة الكبد).
- Provitamin A: أكثرها أهمية بيتا-كاروتين. موجود في الخضراوات الورقية، والفواكه.
يجب استقلاب كلا الشكلين داخل الخلايا إلى أشكال فيتامين A النشطة؛ ريتينال وحمض الريتينوئيك. يخزن فيتامين A في الكبد على شكل استر الريتينيل.
لا تعكس مستويات الريتينول في البلاسما الوضع الحدي لفيتامين A في الجسم؛ حيث لا تتراجع مستويات الريتينول في المصل إلا عندما تشارف نسبة فيتامين A على الانتهاء في الكبد. يمكن فحص مخازن فيتامين A في الكبد بشكل غير مباشر من خلال اختبار الجرعة – الاستجابة النسبي؛ حيث يتم قياس نسبة الريتينول في المصل قبل وبعد إيتاء كمية صغيرة من فيتامين A، يشير ارتفاع نسبة الريتينول بنسبة 20% على الأقل إلى نسبة فيتامين A غير كافية.
الجرعات المطلوبة من فيتامين A:
وضعت الجرعات حسب جدول الكمية الغذائية المرجعية DRI والمكافئة لنشاط الريتينول تحديدًا.
العمر | الذكور | الإناث | الحامل | المرضع |
0 – 6 أشهر | 400 mcg | 400 mcg | – | – |
7 – 12 شهر | 500 mcg | 500 mcg | – | – |
1 – 3 سنوات | 300 mcg | 300 mcg | – | – |
4 – 8 سنوات | 400 mcg | 400 mcg | – | – |
9 – 13 سنة | 600 mcg | 600 mcg | – | – |
14 – 18 سنة | 900 mcg | 700 mcg | 750 mcg | 1200 mcg |
19 – 50 سنة | 900 mcg | 700 mcg | 770 mcg | 1300 mcg |
+ 51 سنة | 900 mcg | 700 mcg | – | – |
عوز فيتامين A:
تدل الإحصائيات أن عوز فيتامين A منتشر في الدول النامية لعجزها عن الوصول للمصادر الغذائية الصحية، وأكثر الأشخاص عرضة لهذا العوز:
الخدّج (الأطفال مبكري الولادة): يعتبر عوز فيتامين A نادرًا عند الأطفال ويحدث فقط في حالة الإصابة بأمراض سوء الامتصاص. ولكن لا يمتلك الكبد مخزون كافي من فيتامين A عند الأطفال في حال الولادة المبكرة، ولذلك يبقى تركيز الريتينول في البلازما لديهم منخفض خلال السنة الأولى، وهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض عينية أو أمراض رئوية وهضمية مزمنة.
الرُضّع والأطفال في الدول النامية: تعتبر كمية فيتامين A الموجودة في حليب الثدي كافية للرضع في أول ستة أشهر من حياتهم، ولكن ينخفض توافر الحليب ومحتواه من الفيتامين في حال كان لدى الأم عوزًا وبالتالي يصبح غير كافٍ للحفاظ على مخزون الفيتامين عند الأطفال. يبدأ العوز بالتظاهر والازدياد عند الأطفال في الدول النامية بعد توقفهم عن الرضاعة، ومن أكثر الأعراض شيوعًا هو العمى الليلي.
النساء الحوامل والمرضعات: تحتاج المرأة الحامل والمرضع إلى كميات أكبر من فيتامين A لتساعد على نمو الجنين والمحافظة على أنسجته، بالإضافة إلى دعم الاستقلاب لديها. وقد يؤدي العوز إلى ازدياد خطورة الإصابة بفقر الدم، انخفاض معدل النمو عند الأطفال، العمى الليلي، وحتى ارتفاع معدلات الوفاة عند الأم والطفل.
المصابين بالتليف الكيسي: يكون لدى هؤلاء المرضى تراجع في عمل البنكرياس مما يجعل امتصاص الدسم أمرًا صعبًا وبالتالي يحدث عوزًا في فيتامين A.
فيتامين A والصحة:
أجريت العديد من الدراسات لمعرفة مقدار فعالية متممات فيتامين A على بعض الأمراض، وكانت النتائج كالتالي:
السرطان:
فحصت العديد من الدراسات الرابط بين فيتامين A وعدة أنواع من السرطان انطلاقًا من دور فيتامين A في تنظيم نمو وتمايز الخلايا. وجدت الدراسات المعتمدة على الملاحظة انخفاض معدلات خطورة الإصابة بسرطان الرئة عند تواجد وارد غذائي عالي من بيتا كاروتين. ولكن لم تدعم الدراسات السريرية هذه النتائج.
تم إعطاء 18314 مدخن ومدخن سابق متممات فيتامين A على مدى أربعة سنوات في أحد الدراسات، بينما قامت دراسة أخرى بإعطاء 29133 ذكر مدخن متممات فيتامين A أو دواء وهمي لمدة تتراوح بين خمسة وثمانية سنوات. لم تجد أي من الدراستين أثرًا لهذه المتممات في منع سرطان الرئة.
الأدلة على دور متممات فيتامين A في خفض معدلات سرطان البروستات متداخلة؛ حيث وجدت بعض الدراسات انخفاض خطورة الإصابة بسرطان البروستات بنسبة 35% عند أخذ هذه المتممات، بينما وجدت أخرى أن لا دور لها في ذلك.
يتيح اختلاف نتائج الدراسات باختلاف العينات وتاريخهم المرضي مجالًا لمزيد من الدراسات التفصيلية لإثبات أو دحض علاقة المتممات مع الأمراض السرطانية.
التنكس البقعي المرتبط بالعمر AMD:
يعتبر هذا المرض سببًا لفقدان الرؤية عند كبار السن، وعلى الرغم أن آليته المرضية غير معروفة بشكل مفصل، يعتقد الباحثون أن الجهد التأكسدي يلعب دورًا في تطوره. إن كان ذلك صحيحًا، فيمكن للمتممات الكاروتينوئيدية التي تحمل خصائص مضادة للأكسدة أن تكون مفيدة في علاج هذه الحالة.
لاحظت دراسة سريرية عشوائية انخفاض معدل خطورة الإصابة بAMD بنسبة 25% عند المشاركين ذوي معدلات خطورة الإصابة المرتفعة عند إعطائهم متممات بيتا كاروتين، فيتامين E، نحاس، زنك، وفيتامين C على مر خمسة سنوات، مقارنةً بالمشاركين الذين أخذوا دواءًا وهميًا.
أجريت بعدها الكثير من الدراسات اللاحقة التي تلاعبت بنوع المتممات وتركيزها، واختلفت النتائج حسب كل تشكيلة من المتممات، إلا أنها حملت تأثيرًا إيجابيًا بالمجمل.
الحصبة:
تعتبر الحصبة سببًا رئيسيًا لارتفاع معدلات الوفاة بين الأطفال في الدول النامية، وبينت منظمة الصحة العالمية أن عوز فيتامين A عاملًا من عوامل الخطورة للإصابة بالحصبة الشديدة، لذا نصحت بإعطاء الأطفال فوق عمر السنة والمصابين بالحصبة جرعات فموية عالية (60000 mcg) من فيتامين A لمدة يومين. أثبتت الدراسات أن هذه الجرعة تسبب انخفاضًا في معدلات الوفاة المرافقة للحصبة عند الأطفال ما دون السنتين، وأيضًا الوفيات المتعلقة بذات الرئة عند الأطفال.
التداخلات الدوائية لفيتامين A:
يمكن أن يتداخل فيتامين A مع بعض الأدوية، كما يمكن أن تؤثر الأخيرة سلبيًا على نسبة فيتامين A في الجسم.
Orlistat: هو علاج لخفض الوزن، ويمكن أن يقلل من امتصاص فيتامين A وغيره من الفيتامينات المنحلة في الدسم، لذا ينصح بأخذ المتممات الفيتامينية معه.
Retinoids: وهي مشتقات من الفيتامين A؛ يستخدم بعضها لمعالجة الجلد من آثار لمفوما الخلايا التائية، ولكنها تزيد خطر الإصابة بالسمية وفرط فيتامين A في حال أخذها مع المتممات.
يجب استشارة الطبيب في حال الرغبة بأخذ المتممات الغذائية، ولكن يمكن بشكل عام الحفاظ على الوارد الغذائي الكافي من فيتامين A عبر حميات بسيطة تتضمن الخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة، وأيضًا المكسرات والأغذية الغنية بالبروتين، مع الابتعاد عن الدهون المشبعة والسكر والصوديوم. كل ذلك ضمن الحاجة اليومية من الحريرات طبعًا منعًا من الإصابة بالسمنة.