الاسم العقاقيري لنبات عشبة العنزة هو Epimedium. وقد بدأ استخدام عشبة العنزة في الطب الآسيوي التقليدي؛ حيث اتخذوا الأوراق لاستخلاص مواد طبية تؤخذ فمويًا لعلاج المشاكل الجنسية، آلام المفاصل، الإرهاق، وغيرها من الحالات. ولكن الأدلة والبيانات المتوفرة لدعم وإثبات هذه الاستخدامات ما زالت محدودة ولا يتوفر عدد كافي من الدراسات حول هذه العشبة.
عشبة العنزة والاضطرابات الجنسية:
استعملت عشبة العنزة في الطب الآسيوي التقليدي لعلاج الحالات الجنسية، ويتم وصفها مع خليط من الأعشاب وذلك لدعم فعاليتها وخفض تأثيراتها الجانبية. يعود هذا الأثر إلى احتواء عشبة العنزة على نوع من الفلافونوئيدات المثبطة للاستروجين.
أجريت دراسة على فئران لديها خللًا عصبيًا، وأشارت أن لدى أحد مكونات عشبة العنزة (الايكارين Icariin) أثرًا إيجابيًا واعدًا في علاج الخلل الانتصابي.
ما هو الخلل الانتصابي؟
طبيعيًا، في حال التحفيز الجنسي، يحرض أوكسيد النتريك مادة كيميائية تدعى الغوانوزين أحادي الفوسفات الحلقي cGMP والتي بدورها تؤدي لارتخاء العضلات الملساء للأوعية وتدفق الدم إلى القضيب وحدوث الانتصاب. ولكن يتدخل انزيم PDE5 بالإشارة ما بين أوكسيد النتريك وcGMP في حال الخلل الانتصابي، ويمنع ارتخاء العضلات الملساء، وبالتالي يمنع عملية الانتصاب.
يثبط الإيكارين الموجود في عشبة العنزة انزيم PDE5 ويعيد تدفق الدم والقدرة على الانتصاب بآلية مشابهة لدواء Viagra
يعتبر الخلل الانتصابي أمرًا شائعًا عند الرجال ما بين 40 – 70 سنة، ويتفرع إلى مجموعتين:
الخلل الانتصابي الأولي: لدى الرجال المصابين بهذه الحالة النادرة عجز في عملية الانتصاب استمر طيلة حياتهم، ويعود ذلك لتشوهات جسدية أو أسباب نفسية.
الخلل الانتصابي الثانوي: لم يرافق هذا الخلل الرجال المصابين طيلة حياتهم، بل حدث نتيجة حالات مرضية مثل السكري، الجلطات، التصلب المتعدد، والإصابات الجسدية.
يمكن لبعض الأدوية أن تحمل أثرًا داعمًا لهذه الحالة مثل أدوية ارتفاع الضغط، السكري، الكولسترول، الاكتئاب، السرطان، والألم طويل الأمد.
استعمالات أخرى لنبات عشبة العنزة:
التصلب العصيدي: تم إعطاء مجموعة من كبار السن المصابين بتصلب شرايين الرقبة في أحد الدراسات خليطًا من الأعشاب من بينها عشبة العنزة، وأعطي آخرين خليطًا من دونها. أبدى الخليط الأول قدرة أكبر على تخفيف الأعراض لدى المصابين وتحسين نتائج مخطط القلب الكهربائي. يعود هذا الأثر إلى خصائص عشبة العنزة المضادة للأكسدة، الخافضة للكولسترول، والمضادة للالتهابات.
حمى الكلأ: تبين وجود دور لعشبة العنزة في تخفيف أعراض حمى الكلأ وخفض معدلات الخلايا المناعية المسببة لردات الفعل التحسسية؛ وذلك بإجراء دراسة على مجموعة من المرضى وإعطاء قسمًا منهم خليطًا من الأعشاب يتضمن عشبة العنزة، والقسم الآخر خليطًا من دونها. يعود هذا الأثر إلى خصائص عشبة العنزة المضادة للالتهاب.
هشاشة العظام: وجدت إحدى الدراسات على الحيوانات في الصين أن خليطًا من عشبة العنزة وثلاثة أعشاب أخرى هو خليط فعال لمحاربة هشاشة العظام الناتج عن تناول الأدوية المشابهة للكورتيزون. ولكن لم يكن أيًا من هذه الأعشاب الأربعة فعالًا عند استخدامه وحده. يعود هذا الأثر إلى احتواء عشبة العنزة على الإيكارين Icariin وهو نوع من أنواع الفلافونوئيدات المحفز لبناء العظام.
وجدت إحدى الدراسات السريرية أن تناول عشبة العنزة مع متممات الكالسيوم لمدة 24 شهر تُنقص معدلات هشاشة العظام في العمود الفقري والأوراك عند النساء بعد سن اليأس بمقدار أكبر من أخذ متممات الكالسيوم وحدها. يعود ذلك للفعالية الاستروجينية لبعض مكونات خلاصة عشبة العنزة
السرطان: تبين أن الخلاصات المائية من عشبة العنزة لها دور في تثبيط نمو أوعية دموية جديدة، وبالتالي ردع نمو الأورام السرطانية. أشارت بعض الدراسات في المختبر إلى دور هذه الخلاصات المعتدل في منع نمو الخلايا السرطانية، كما وجدت أن الإيكارين وحده فعالًا في عودة الخلايا السرطانية إلى وضعها الطبيعي.
التحذيرات:
الحمل والإرضاع: يفضل عدم أخذ عشبة العنزة أثناء الحمل؛ فهناك احتمال ضرر للجنين. وأيضًا يفضل ابتعاد المرضع عنها لنقص الدراسات والمعلومات حول أثر هذه العشبة على المرأة المرضع.
الأمراض النزفية: يمكن أن تبطئ عشبة العنزة من عملية تخثر الدم، مما يزيد احتمالية النزيف وازدياد شدة الأمراض النزفية.
الحالات الحساسة للهرمونات: تعمل عشبة العنزة بشكل مشابه للاستروجين ويمكن أن ترفع معدلاته عند بعض النساء. الأمر الذي يجعل بعض الحالات مثل سرطان الثدي أشد وأكثر خطورة.
ضغط الدم المنخفض: تنقص عشبة العنزة ضغط الدم، وبالتالي يمكن أن تودي بالأشخاص ذوي ضغط الدم المنخفض بشكل طبيعي إلى حد الإغماء.
الجراحة: يجب الامتناع عن أخذ عشبة العنزة لمدة أسبوعين ما قبل العمل الجراحي بسبب تأثيرها على تخثر الدم الذي يزيد من احتمالية النوف خلال العملية.
الآثار الجانبية:
تمتلك عشبة العنزة بعض الآثار الجانبية كما هو الحال عند جميع الأدوية والمتممات العشبية. يجب مراجعة الطبيب في حال اختبار أي من الآثار التالية:
- تغيرات المزاج والعدوانية.
- تسارع ضربات القلب.
- فرط النشاط.
- التعرق.
- الشعور بفرط الحرارة.
- الغثيان.
- قصور الغدة الدرقية.
- تشنجات ومشاكل تنفسية شديدة (في حال أخذ جرعات عالية)
التداخلات الدوائية:
يجب توخي الحذر من أخذ عشبة العنزة مع الأدوية التالية:
الاستروجينات:
تمتلك عشبة العنزة آثار الإستروجين نفسها وتزيد من معدلات الاستروجين في الدم عند بعض النساء، مما يزيد من آثار أدوية الاستروجينات الجانبية.
بعض هذه الأدوية: استراديول، اثينيل استراديول، الاستروجينات المقترنة، وغيرها.
الأدوية المتغيرة في الكبد:
يقوم الكبد بتعديل وتخريب بعض الأدوية. تؤثر عشبة العنزة في سرعة هذه الآلية مما يزيد من آثار هذه الأدوية الجانبية. لذا يجب استشارة الطبيب عند الرغبة بأخذ عشبة العنزة لما لها من تداخلات.
بعض هذه الأدوية: كلوزابين، هالوبيريدول، أولانزابين، تيوفيللين، كيتامين، ديكساميتازون، سيرترالين، فالبرويك أسيد، وغيرها الكثير.
أدوية ارتفاع الضغط ومضادات التخثر:
يمكن أن يسبب أخذ عشبة العنزة مع خافضات الضغط إلى هبوط حاد في الضغط، وأيضًا يمكن أن تزيد احتمالية النزف عند أخذها مع موانع التخثر؛ حيث لها أثر داعم لكلا الدوائين.
بعض هذه الأدوية: كابتوبريل، إينالابريل، لوزارتان، فالزارتان، فوروسيميد، أسبرين، ديكلوفيناك، هيبارين، وارفارين، وغيرها.
الجرعة:
تعتمد الجرعة المناسبة من عشبة العنزة على عدة عوامل مثل العمر، الجنس، التاريخ المرضي، والحالة المرضية.
يُنصح بأخذ 5 g من عشبة العنزة ثلاثة مرات يوميًا عند علاج حالات التصلب العصيدي، والخلل الانتصابي.
أما في حالات حمى الكلأ، يُنصح بغلي 500 mg من عشبة العنزة في 250 ml من الماء لمدة 10-15 دقيقة، وتناولها ثلاثة مرات يوميًا.
لا يزال هناك حاجة لدراسات أعمق لوضع مجال جرعات دقيق ومناسب. يجب التذكر دومًا أن المنتجات الطبيعية ليست جميعها آمنة ومن المهم ضبط جرعتها، لذا يجب استشارة الطبيب عند الرغبة بتناول عشبة العنزة.