فوائد حمض الهيالورونيك

يعتبر حمض الهيالورونيك مكون أساسي من النسيج خارج الخلوي ويتواجد في العديد من الأنسجة البشرية مثل الجلد، العين، النسيج الضام، والأربطة المفصلية والغشاء الزليلي. يمكن القول نظريًا أن حمض الهيالورونيك  بشكله النقي لا يحرض استجابة مناعية نظرًا لكونه ذاته عند جميع العضيات ولا يقتصر على فصيلة محددة أو نسيج محدد.

آلية عمل حمض الهيالورنيك تتمحور حول جذب جزيئات الماء ثم الانتباج لإعطاء حجم أكبر وتشكيل دعامة بنائية، وتعود هذه الفعالية لخاصيته الأنيونية Anionic العالية. ولذلك تم استخدامه بكثرة في المجال التجميلي بشكل عام وخصوصًا لمحاربة الشيخوخة وآثارها على البشرة.

حمض الهيالورونيك والجلد:

تعتبر شيخوخة الجلد عملية معقدة تتبع لعاملين يشتركان بالآلية؛ العامل الأول فطري ولا يمكن تفاديه، أما الثاني قهو خارجي مثل التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية بكثرة.

يعتبر حمض الهيالورونيك العامل الأساسي في الحفاظ على رطوبة الجلد، ولكن ينخفض معدل اصطناعه في الجلد مع التقدم في العمر، وبذلك يبدأ الجلد بخسارة خصائص المرونة واللزوجة وتظهر التجاعيد. استخدم الأطباء حشوات جلدية Fillers من حمض الهيالورونيك لمعارضة هذه العملية باسترجاع الحجم المفقود وزيادة اصطناع الكولاجين، وتستمر فعالية هذه الحشوات لمدة أربعة إلى ستة أشهر حسب مكان الحقن، نوع الحشوة المستخدمة، وتقنية الحقن.

ويمكن الحصول على حشوات حمض الهيالورونيك الجلدية من مصادر حيوانية (عرف الديك) أو غير حيوانية (التخمر الحيوي للعقديات Streptococcus).

حمض الهيالورونيك والمفاصل:

هشاشة العظام أو داء المفاصل التنكسي هو مرض التهابي مزمن، تتظاهر أعراضه بآلام مفصلية مزمنة، التصلب وفقدان المرونة، التورم، ضيق المساحة المفصلية (وبالتالي حدوث احتكاكات عظمية مؤلمة)، ظهور نتوءات عظمية والإصابة بالعرج. يعود ذلك لتفكك النسيج خارج الخلوي للمفاصل الزليلية وخصوصًا في الأطراف، الركبة، والورك.

يلعب حمض الهيالورونيك المتواجد في السائل الزليلي دورًا جزئيًا في خواص المرونة واللزوجة. لذا يُعتقد أن لحقنه في المفصل عند المصابين بهشاشة العظام أهمية كبيرة؛ حيث يمكن أن يعيد الخواص الانسيابية للسائل الزليلي ويحفز اصطناع حمض هيالورونيك بوزن جزيئي وفعالية أكبر، وبالتالي زيادة القدرة الحركية وتخفيض الألم.

أشارت الدراسات أيضًا لوجود خصائص مسكنة، مضادة للالتهاب، ومضادة للأكسدة عند حمض الهيالورونيك، مما يزيد من قدرته على محاربة هشاشة العظام.

استخدامات وطرق إيتاء حمض الهيالورونيك التي وافقت عليها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA:

الحقن داخل المفصل: لتخفيف الآلام الخفيفة للمتوسطة في الركبة عند مرضى هشاشة العظام الذين لم يستجيبوا للطرق غير الدوائية. لم تقيم أو تصادق هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام هذه الوسيلة إلا فيما يخص مفصل الركبة.

الحقن في الأدمة: حقن حمض الهيالورونيك في طبقات الأدمة الوسطية والعميقة لتصحيح تجاعيد الوجه. يجب أن يكون الشخص فوق الواحد والعشرين من العمر.

الحقن تحت الجلد وتحت السمحاق: لمعالجة تراجع حجم الجلد في الأيدي، وتكبير (نفخ) الخد للأشخاص فوق الواحد والعشرين من العمر.

الحقن تحت المخاطية: حقن في الشفاه بقصد التكبير (النفخ) عند الأشخاص فوق الواحد والعشرين من العمر.

الكريمات والجيل الموضعي: تستخدم في حالات الجروح والتقرحات الجلدية، بالإضافة لتخفيف أعراض الالتهابات الجلدية والتحسسات (الحرق، الحكة، والألم). كما أجريت دراسة على أثر حمض الهيالورونيك الموضعي بشكل مستحضرات الكريمات والمراهم في زيادة رطوبة ونعومة الجلد، تمت الدراسة على 33 امرأة فوق الأربعين من العمر لمدة ثمانية أسابيع، ولوحظ فرقًا واضحًا بين الأسبوع الأخير والأول حيث ازدادت نضارة الجلد ورطوبته.

الحالات العينية: يستخدم حمض الهيالورونيك في العمليات العينية الجراحية لنزع العدسات، زراعة العدسات داخل المقلة، زرع القرنية، وصل الشبكية، وغيرها.

استخدامات أخرى غير مقيمة من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية:

  • حقنًا في عمليات الأسنان الترميمية
  • حقنًا في الحبال الصوتية لمعالجة قصور المزمار
  • حقنًا في عمليات إعادة بناء الثدي

التأثيرات الجانبية لحمض الهيالورونيك:

أكثر التأثيرات الجانبية لاستخدام حشوات حمض الهيالورونيك الجلدية شيوعًا هي الألم، الاحمرار، الحكة، والتورم، ولكنها لا تستمر أكثر من سبعة أيام. يمكن التخفيف من هذه الأعراض بوضع كمادة من الثلج على موقع الحقن، وأيضًا التوقف عن تناول الأدوية التي قد تسبب نزفًا خلال الأسبوع ما قبل عملية الحقن؛ مثل الأسبرين، مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، فيتامين E، وزيت السمك.

هناك أيضًا بعض التأثيرات الجانبية النادرة للحشوات الجلدية من حمض الهيالورونيك، مثل:

  • حدوث إنتان: بسبب دخول البكتريا من خلال موقع الحقن، ويمكن منع حدوث ذلك بالتعقيم الجيد لموقع الحقن والتأكد من خلو المنطقة المجاورة من الإنتانات.
  • تنخر النسيج: بسبب انسداد الأوعية نتيجة حقن حمض الهيالورونيك داخل الشريان. يبين هذا التأثير الجانبي أهمية معرفة تشريح الوجه والقيام باختبار سحب الدم قبل الحقن. يجب تطبيق الهيالورونيداز مباشرةً في حال توقع حدوث التنخر؛ حيث يقوم بحل جزيئات الهيالورونيك.
  • القوباء Herpes: يجب التأكد من غياب تاريخ إصابة بالقوباء عند من يريد حقن حشوة حمض الهيالورونيك لتكبير الشفاه، نظرًا لإمكانية إعادة تفعيل الفيروس خلال عملية الحقن. تعطى مضادات فيروسية في حال حدوث ذلك.

أما بالنسبة للتأثيرات الجانبية الشائعة عند الحقن في المفصل فهي مشابهة لما سبق ذكره في الحشوت الجلدية، بالإضافة لحالات نادرة من الطفح، التشنجات العضلية، الغثيان، وآلام مفصلية وعضلية. يمكن تسكين هذه التأثيرات بتطبيق كمادة من الثلج، الراحة، ومضادات الالتهاب.

الحالات التي يمنع بها استخدام حمض الهيالورونيك:

  • الحساسية المفرطة لحمض الهيالورونيك أو أي مكونات داخلة في تركيب المستحضر.
  • تاريخ مرضي لحالات تأق أو تحسس لحمض الهيالورونيك.
  • الحساسية المفرطة للمنتجات المصنعة من مصادر بكتيرية.
  • الحساسية المفرطة للمنتجات الحاوية على ليدوكائين.
  • الأمراض النزفية.

حمض الهيالورونيك والحمل والرضاعة:

لا تكفي الدراسات الحالية لإثبات ما إن كان حمض الهيالورونيك آمنًا للاستخدام من قبل المرأة الحامل، ولكن يُعتقد أن إيتاءه حقنًا لا يشكل خطورة على الحامل وجنينها، بينما لا تتواجد أي مؤشرات لأمان أو خطورة أخذه فمويًا أو موضعيًا (كريم، جل، مرهم).

وعلى نفس السياق، لا توجد أدلة كافية تدعم أمانه بالنسبة للمرأة المرضع؛ فعلى الرغم من احتمالية أمانه عند إيتائه حقنًا بالنسبة للمرأة، إلا أن الباحثين لا زالوا يدرسون أثره على الحليب والرضيع.

تشمل بعض الاستخدامات الأخرى لحمض الهيالورونيك قطرات عينية للتغلب على جفاف العين، محاليل لمعالجة التقرحات داخل الفم، إدخاله عن طريق القسطرة البولية مباشرة إلى المثانة لتخفيف آلام التهاب المثانة، وفمويًا لتهدئة أعراض الحموضة. إلا أن الأدلة على هذه الفعاليات غير كافية ولم تصدق عليها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.

إجمالًا؛ أثبتت التجارب فعالية حمض الهيالورونيك الانتباجية والترميمية التي جعلت منه مقصدًا لأطباء التجميل لاستخدامه في العمليات، ولأطباء الجلد لوصفه بأشكاله الموضعية والفموية لمحاربة آثار الشيخوخة (الفطرية والخارجية) وتخفيف أعراض بعض الأمراض الجلدية. بالإضافة لتأثيره كمزلق لدعم السائل الزليلي في المفاصل مما يعطيه دورًا هامًا في معالجة أعراض هشاشة العظام. ولا تزال الأبحاث قائمة لتغطية خصائص حمض الهيالورونيك الأخرى وتأثيراتها.

منتجات ذات صله

سلة التسوق 0
شوهد مؤخرا 0
رسالة واتساب
Bio Energy Tech - Whatsapp
دعونا نكون شركاءكم، مرشدينكم، وأكبر داعميكم.
-------------------------------------
هل لديكم أسئلة، استفسارات، أو ببساطة تحتاجون إلى صوت يرشدكم؟ فريقنا من أخصائيي الرعاية الصحية على بُعد رسالة واحدة.
تمت إضافتها إلى قائمة المفضلة! عرض قائمة المفضلة